م. فواز الحموري
ليس أمس فقط وخلال اجتماع مجلس السياسات الوطني، بل دوما يكررها جلالة سيدنا: الدعوة لترجمة معنى المسؤولية إلى خدمة الأردن بإخلاص وفق ما يمليه الواجب ويعززه الضمير للمحافظة على مقدرات الوطن دون تراخ وكسل وإهمال.
وضع جلالة الملك النقاط على الحروف وبشكل صريح: فليس من المقبول أبدا خسارة روح مواطن نتيجة الإهمال، وكل من قصر سوف يحاسب، وليس المنصب للترضية بل وجد لخدمة الأردنيين والأردن بإخلاص، وكل مسؤول أو موظف كبيرا كان أم صغيرا يجب أن يكون على قدر المسؤولية وإلا فليترك الموقع لمن يريد الخدمة بحق وأمانة.
وأعلنها كذلك وبشكل جلي جلالة الملك وعبر عن تفهمه للصعوبات التي تواجه الأردنيين والأردنيات جراء كورونا فهو الأقرب لوجع المواطن وهمه ونبضه ولا ينفك يوجه الحكومة بتحسين مستوى المعيشة والسعي للتخفيف على المواطن قدر الإمكان مهما تحملت الحكومة جراء ذلك من تبعيات إضافية.
أضاء جلالة الملك حروف العطاء وبين أن ثقافة الأردنيين هي ثقافة الشرف والرجولة المستمدة من الآباء والأجداد ممن أسسوا الدولة الأردنية، ورفض ما يروج ويلصق بالأردن من الإهمال والفساد كثقافة.
تشخيص جلالة الملك واضح ومباشر ويقدم العلاج وبوضوح أكبر، ويقوم على المحاسبة الفورية ووفق نتائج التحقيقات، والتي سوف يكون للقضاء قولاً فيها، ويجب أن تنفذ قرارات المحاسبة لتوجيه المساءلة القانونية في القطاع العام والخاص لمنع وصول من لا يستحق إلى الموقع وتسلم شرف الخدمة وفي المواقع كافة.
ذات مرة وفي أكثر من مناسبة وقبل جائحة كورونا شدد جلالة الملك على ضرورة عمل المسؤول في الموقع وليس من وراء المكتب وطالب حينها وكررها: الذي لا يستطيع فيذهب بعيدا عن مواقع العمل ويريح الوطن والمواطن من عناء التعب للتعامل معه.
نعم هناك العديد ونفتخر من رموز العطاء في الأردن ممن قدموا وما زالوا يقدمون عظيم الجهد والشأن لاجل الأردن والأردنيين ويسطرون معاني الوفاء والإخلاص للوطن بعيدا عن الأضواء وفي كل موقع يتحملون أمانة العمل في ميدانه وعلينا أن لا ندع للمقصرين من مجال لهدم البناء وتشويه الصورة ولا يكون ذلك إلا بالعمل بروح الفريق الواحد المنسجم والقادر على تجاوز العقبات وحلها والتعامل مع التحديات كافة؛ ليس الطريق معبداً للمسؤول بالورود والراحة والامتيازات.
شدد جلالة الملك على أننا سنتجاوز وبعون الله الظروف الاستثنائية التي نمر بها وهذا قدر الأردن لتحمل الأعباء على مر عمر الدولة الأردنية وعلى مدى ما تعرض له الأردن من تحديات وأزمات لم تثنه عن القيام بواجبه على أكمل وجه.
عبارات جلالة الملك دوما واضحة ومباشرة ودقيقة ومؤدبة يشهد جميع أهل اللغة والثقة بذلك وهذا طبع آل هاشم بسمو الخطاب والرقي وعدم الإساءة لأحد والتعامل بمكارم الأخلاق ومع الجميع دون استثناء باحترام وتقدير جم.
المطلوب واضح كما بينه جلالة الملك؛ علينا العمل معا لتجاوز ما يحدق ويحيط بنا من تحديات، لنبدأ على الفور، لا يوجد مبرر للتأخير، جلالة سيدنا مهد لذلك بقوة وحزم.
[email protected]